أوقــف قبل أن تـقـف
بحمد الله وفضله انتشرت الأوقاف الخاصة في الآونة الأخيرة ما يبعث الطمأنينة في قلب من يحمل هموم العمل الخيري ويفرح بانتشاره في تغيرٍ نوعي لاستدامة الأعمال الخيرية، إلا أن ما تم إيقافه من أوقاف خاصة أو عامة قليل جداً لو قورن بالثروات في بلدنا المبارك.
إن من يفقه الوقف المنجز ويرى عظيم أجره واستمراره حتى بعد الممات ليجعل كل لبيب يسارع في أن يوقف جزءاً من ماله بدلاً من أن يوصي به بعد وفاته، ولا يستوي من ينفق من ماله وهو يرجو الغنى ويخشى الفقر مع من يؤجل ذلك إلى ما بعد الموت.
ولعل من أعظم الفوائد في ذلك: الأجر العظيم من الله إذ ينفقه وهو محب له قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}، والثاني أن يشرف على وقفه بتنظيمه والتخطيط له وتوظيف من يحسن رعايته وغيرها من مقومات التأصيل المؤسسي الذي يحمي الأوقاف ويجعلها تستمر لأزمنة مديدةٍ بإذن الله. ومن الفوائد أيضاً أن يستمتع بعمله الخيري فإن فيه لذةً لا توصف، وكذلك يكون قدوةً لمن خلفه من ذريته ومن ميسوري الحال فقد يكسب من الأجر أعظم من وقفه إذا اقتدى به من يفوقه مالاً بعمل أوقاف لما رآه فلعله يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله}.إن من يفقه الوقف المنجز ويرى عظيم أجره واستمراره حتى بعد الممات ليجعل كل لبيب يسارع في أن يوقف جزءاً من ماله بدلاً من أن يوصي به بعد وفاته، ولا يستوي من ينفق من ماله وهو يرجو الغنى ويخشى الفقر مع من يؤجل ذلك إلى ما بعد الموت.
الله أكبر، كم هو عظيمٌ ذلك الأجر والثواب ليجعلنا نتكاتف لإظهار تلك الملامح الجميلة والفائدة المستمرة التي يجنيها المسلم من الوقف في حياته وبعد موته، تحت مظلة حكومة رشيدة تنادي وتدعم من يوقف من ماله وتوفر له البيئة التنظيمية الملائمة.
إن التسويف من أقوى جنود إبليس، ومن سار في طريقه فاته أجرٌ عظيمٌ، وإن من بعض تجارنا من يسوف ويتردد ويرده الشيطان عن إيقاف ماله في حياته فيفوت عليه الوقت ويكون ممن فوت أجراً عظيماً... فليست تجارة الدنيا هي الغاية بل إنما هي وسيلة لنيل تجارة الآخرة الباقية، فهنيئاً لمن وفق لذلك.
كما لا تنحصر الأوقاف على أصحاب الثروات خصوصاً بعد ما تيسر في زمننا هذا المشاركة بالمساهمة الجزئية في بعض الأوقاف بأي مبلغ حتى لو كان ألف ريال فرب درهم سبق ألف درهم، فجزا الله القائمين على تلك المشاريع خير الجزاء.
وإن من واجب الإعلام أن يتبنى طرح وتسليط الضوء على فضل الوقف وعلى المشاريع التي تتيح لعموم المسلمين المشاركة في هذه الصدقة الجارية ما سيخدم فقراءنا بل وجميع المستفيدين من برامج الأعمال الخيرية.
فلنوقف قبل أن نقف وتنتهي بنا الحياة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
فابدأ أخي القارئ الكريم بنفسك ولا تحقرن من المعروف شيئاً، فإن لم تستطع فلا يحرمنك الشيطان أجر الدلالة على هذا الفضل فالدال على الخير كفاعله.
بقلم بدر بن محمد الراجحي
الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق