الصفحات

الاثنين، سبتمبر 12

ابن عقيل والخاصية المنشودة

ابن عقيل والخاصية المنشودة

إن رحيل العلماء خطب جلل،وأمر مفزع مزلزل،فهم مصابيح الدجى ومنارات الهدى،بهم يحفظ الدين وتقام الشرائع وتستنير العقول وتبيد البدع والخرافات والأكاذيب والخزعبلات،ففضل العلماء عظيم ومنزلتهم كبيرة قال الله تعالى) إنما يخشى الله من عباده العلماء ( وفي الحديث:" فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " . ولا زال الناس بخير ما وجد العلماء فإذا ذهب العلماء برحيلهم أو بتغييبهم فأقم على الناس مأتماً وعويلا .


إن قبض العلماء من علامات الساعة ومن أمارات الهلاك والفتنة فما أعظم أثر القوم وما أجل مناقبهم


مـا الفـضـل إلا لأهل العلم إنهـــم *** عـلى الهـدى لمن اســتهدى أدلاء
وقـيـمـة المرء ما قد كان يحسنــه *** والـجـاهـلـون لأهـل العـلم أعـداء
ففز بعلم ولا تطلب به بــــــــــدلا *** فالناس موتى ، وأهل العلم أحيـاء

لقد فجعت أمة الإسلام ظهر يوم الثلاثاء 8 شوال 1432هـ بوفاة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وعوض الأمة خيراً بفقده.


كنت مع أحد الأحبة في صباح اليوم الذي توفي فيه الشيخ رحمه الله فذكر عرضاً ميزة في الشيخ يفتقدها الكثير من العلماء وطلبة العلم اليوم وهي أن الشيخ رحمه الله لا يتصل به أحد على هاتفه النقال إلا ويرد عليه،يقول الأخ لقد اتصلت به فرد وهو في محاضرة أو درس وطلب مني الاتصال لاحقاً ، المهم أنه يرد على كل من اتصل ولقد ذكرتني هذه القصة بقصة ذكرتها إحدى الأخوات في إحدى الصحف تقول فيها: لقد اتصلت بثلاثة أو خمسة من المشايخ أريد أحدهم في استفسار ولم يرد عليّ أحد وكان ذلك بعد وفاة العلم العلامة ابن عثيمين بأيام فتقول تذكرت الشيخ وترحمت عليه الذي كان يرد عليّ من أول وهلة وهذه الخاصية التي كانت في ابن عثيمين وابن عقيل وغيرهما من العلماء الأفذاذ يفتقدها الكثير منا اليوم ولو لانشغال يسير فتكاد تهلك قبل أن تصل إلى فلان لتسأله أوعلان لتجلس معه وإذا نظرت إلى جدوله وجدت أكثر أموره تكاد تكون هامشية أو تسلية أو نحوها.


يجب على العالم وطالب العلم ومن وفقه الله لنفع الناس من المسؤولين ونحوهم أن يقربوا للناس وأن يتواضعوا لهم وأن يحرصوا على خدمتهم ومنفعتهم فخير الناس أنفعهم للناس أما الانشغال التافه والأبّهة وأن ينظر الواحد إلى نفسه وكأنه شيخ الإسلام والمسلمين فيمتلئ كبراً وإعجاباً فكيف سيفيد وكيف سينفع وأين سيذهب الإخلاص؟


رحمك الله يا ابن عقيل فقد كنت قدوة وأسوة نعم العالم ونعم الجهود والمواقف الطيبة التي سيظل شذاها فواحاً عبقاً ولو بعد رحيلك فلئن رحلت جسداً فقد بقيت أثراً لا يمحى وفضلاً لا ينسى


قد مات قوم وما ماتت مناقبهم  ** وعاش قوم وهم في الناس أموات


إنني أنادي العلماء وطلبة العلم وخاصة القريبين من الشيخ رحمه الله أن يهتموا بسيرته الطيبة ومواقفه العظيمة وأن يقدموها لنا وللأجيال في كتيبات نافعة وصوتيات ومرئيات وغيرها ليعرف الشيخ من لا يعرفه وليرى بعض مواقفه من يجهلها وهذا من حق علمائنا علينا جعلنا الله من البارين بهم المؤدون لحقوقهم الناشرون لمناقبهم ومواقفهم الخالدة.


عبد الله عوبدان الصيعري  -  شرورة


 http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=66237

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق