أهم برامج الحاسوب الحديثية
عرض ونقد
قدم هذا البحث ونشر في ندوة
( الجهود المبذولة في خدمة السنة النبوية )
والتي نظمتها جامعة الشارقة ،25/3/1426
إعداد
د. محمد بن تركي التركي
أستاذ بقسم الثقافة الإسلامية
كلية التربية ، جامعة الملك سعود
الرياض ، المملكة العربية السعودية
1426 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .
أما بعد :
فلا يخفى على المسلم الواعي مدى أهمية الاستفادة من التقدم التقني الهائل وخاصة فيما يتعلق بالحاسب الآلي وشبكة المعلومات العالمية المعروفة ب : ( الإنترنت ).
وقد وجد على الساحة الإسلامية في هذا المجال الكثير من البرامج الشرعية ، أو المواقع الإسلامية على الشبكة العالمية ، والتي يسرت للباحث في علوم السنة وغيرها الشيء الكثير .
وسأقتصر في بحثي هذا على أهم البرامج الحاسوبية الموجودة في الحديث النبوي ، ولن يكون كلامي تفصيلياً حول هذه البرامج ، لأن هذا يستلزم وقتاً طويلاً ، بل سيكون موجزاً نوعاً ما .
وقد جعلت البحث في عدة مباحث :
المبحث الأول : أهمية استخدام برامج الحديث الحاسوبية .
المبحث الأول : أشهر البرامج الحديثية الموجودة
المبحث الثالث : المحاذير من هذه البرامج .
المبحث الرابع : توجيهات وتوصيات .
وفي الختام فهذا جهد بسيط ومتواضع من واقع خبرتي الشخصية في التعامل مع هذه التقنية وبعض البرامج الموجودة ، أحببت أن أفيد به إخواني المشتغلين في السنة النبوية ، وانبههم إلى أهمية وضرورة الاستفادة من هذه التقنية ، كما أحذر من التجاوزات التي بدأت في الظهور من خلال التعامل مع هذه التقنية ، وخطرها على المتعاملين بها ، وخاصة الطلاب .
وأسأل الله ـ عز وجلّ ـ أن ينفع به كاتبه وقارئه ، وأن يكون من العلم الذي يُنتفع به ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
المبحث الأول
أهمية استخدام برامج الحديث الحاسوبية
لا شك في أهمية مثل هذه البرامج للباحث وطالب العلم ، وعلى قدر إتقانه للتعامل معها بقدر ما تكون استفادته منها .
ويمكن أن أوجز هذه الأهمية والفائدة فيما يلي :
· إن هذه البرامج سهلت وبدرجة كبيرة الوصول إلى المعلومة المطلوبة في وقت قياسي ، ولا شك أن الكثير من الباحثين يتذكر كم كان يقضي من الوقت للحصول على تخريج حديث ، أو ترجمة راو ، أو مصطلح لبعض الأئمة ، ونحو ذلك ، مما كان بعضه يستلزم من الباحث استعراض كتاب كامل أو أكثر للحصول على هذه المعلومة ، ولكن الآن أصبح يحصل عليها في دقائق معدودة ولله الحمد .
· وأمر آخر أن هذه التقنية سهلت الوصول إلى نتائج ما كان الباحث يستطيع الوصول عليها سابقاً بالوسائل الموجودة قديماً كالفهارس ونحوها ، كرواية راو معين عن شيخ معين ، أو استقصاء شيوخ الراوي ، أو تلاميذه ، أو جمع الروايات التي جاءت بإسناد واحد ، ونحو ذلك .
· فضلاً عن ما يسرته بعض البرامج من وجود التشجير لطرق الحديث ورسم ذلك بصورة تقرب للباحث والقارىء المعلومة .
· وأمر رابع هو أنه أصبح بإمكان الباحث الآن حمل آلاف الكتب في جهازه والذهاب بها أينما أراد ، واستعراض ما شاء من هذه الكتب في يسر وسهولة .
· وأمر خامس أنه بإمكان الباحث الآن أن ينسخ المعلومة التي يريد من أي كتاب ثم يعيد تنسيقها وطباعتها دون الحاجة إلى أن يدخلها بنفسه ، مما وفر وقتاً للباحث كان يقضيه في إدخال المعلومات والطباعة .
وعموماً فلا يدرك أهمية مثل هذه البرامج فعلاً إلا من كان قد أمضى أياماً كثيرة في السابق ليستطيع الحصول على معلومة ما ، ثم أصبح الآن يحصل عليها في دقائق معدودة .
ولما تقدم وغيره فأرى أن التعامل مع هذه التقنية والبرامج خصوصاً أصبح ضرورة ملحةً لطالب العلم الحريص على وقته وجهده ، وأن ترك التعامل معها يضيع عليه فوائد كثيرة جداً .
المبحث الثاني
أشهر البرامج الحديثية الموجودة
وهذا الأمر مما يطول الكلام فيه أيضاً ، لوجود الكثير من البرامج الحديثية الموجودة الآن ، وسأقتصر على عرض أهم البرامج وأكثرها تداولاً بين المختصين حسب علمي وتجربتي الشخصية ، وهي منتجات شركة حرف ، وشركة التراث .
ويهمنا من برامج شركة حرف برنامج موسوعة الحديث الشريف الذي يعتبر من أفضل البرامج الحديثية التي أنتجتها الشركة ، وهو برنامج يجمع أحاديث الكتب التسعة ، وكان في إصداره الأول مقتصراً على متن هذه الكتب ، ثم أضيف إليها في الإصدار الثاني شروح هذه الكتب . ثم أضيف إليها في الإصدار الأخير إمكانية سماع الحديث بالصوت .
ويمتاز هذا البرنامج على غيره بالدقة في إدخال المعلومات ، وسهولة البحث ، والإمكانيات البحثية التي لا تتوفر في غيره من البرامج الحديثية عموماً ، مثل روايات راو معين عن شيخ معين ، أو أسانيد محددة ، فبإمكان الباحث عن طريق هذا البرنامج أن يحصل عليها في دقائق معدودة .
كما يمتاز بوجود التشكيل الكامل للأحاديث الواردة فيه ، وإمكانية نقل الباحث للحديث مضبوطاً بالشكل ، أو بدونه ، وهذه ميزة لا توجد في برامج الشركات الأخرى .
كما يمتاز بأنه يعطي الباحث إمكانية اختيار ظهور نتائج البحث معزوة إلى الطبعات المشهورة للكتب المدخلة ، كترقيمات محمد فؤاد عبدالباقي لبعض الكتب ، أو اختيار ترقيم آخر .
ومن ميزاته كذلك إمكانية رسم شجرة التخريج آلياً ، ومعرفة الحكم على الرواة بصورة سريعة وسهلة جداً ، عن طريق وضع المؤشر على اسم الراوي ، وكذلك شرح للكلمات الغريبة ، والتخريج الآلي ، وغير ذلك من الميزات الكثيرة .
وهناك برامج أخرى للشركة في مجال الحديث ، مثل :
برنامج صفوة الأحاديث ، ويحتوي على مجموعة مختارة من الأحاديث الصحيحة ، مع ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية .
وبرنامج : البيان فيما اتفق عليه الشيخان ، ويحتوي على الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم ، مع ترجمتها إلى ست لغات ، وهي الإنجليزية ، والفرنسية ، والماليزية ، والإندنوسية ، والألمانية ، والتركية .
وهناك برامج أخرى للشركة في مجال العلوم الشرعية مما لا غنى للباحث في السنة عنها ، كبرنامج الفقه الإسلامي ، وموسوعة السيرة ، وغيرها ([1]).
أما شركة التراث فلها برامج كثيرة في الحديث النبوي وغيره من العلوم الشرعية ، وتعتبر الأبرز والأكثر إنتاجا في هذا المجال .
وتتميز منتجاتها بكثرة الكتب المدخلة بحيث تيسر للباحث إمكانية البحث في مئات الكتب ضمن البرنامج الواحد .
ومن أبرز وآخر برامجها : المكتبة الألفية الذي يحتوي على أكثر من ( 1300 ) مجلد ، أضيف إليها في الإصدار الثالث والأخير بعض البرامج التي كانت أنتجتها الشركة مستقلة ، مثل برنامج تاريخ دمشق ، وبرنامج الأجزاء الحديثية ، وبعض الكتب الأخرى .
وهناك من برامج الشركة المميزة أيضاً : برنامج الموسوعة الذهبية ، والذي احتوى في إصداره الثاني على أكثر من ( 600 ) مجلد ، ومن أهم ميزات هذا البرنامج التخريج الآلي للأحاديث ، وإمكانية البحث عن التراجم بصورة أفضل مما هي عليه في الألفية .
وهناك برامج أخرى للشركة ، مثل موسوعة التخريج والأطراف الكبرى ، وبرنامج مكتبة الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمعللة والغرائب ، وبرنامج مكتبة علوم الحديث ، وغيرها .
فضلاً عن البرامج الأخرى المساعدة ، مثل : مكتبة التاريخ والحضارة ، ومكتبة الفقه وأصوله ، وغيرها ([2]).
ومن آخر ما أصدرته الشركة برنامج الجامع الكبير ، وهو برنامج يجمع هذه البرامج التي أنتجتها الشركة كلها ، مع إضافة بعض الكتب المهمة والتي لم تكن موجودة في جميع البرامج السابقة ، ولعل من أهمها كتاب تاريخ الإسلام للذهبي ، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين ، وعدد من الأجزاء الحديثية التي صدرت مؤخراً ، ويعتبر هذا البرنامج حتى الآن من أوسع البرامج الحاسوبية من حيث الكتب المدخلة فيه .
ويلاحظ على برامج الشركة عموماً الشمولية والكثرة في الكتب المدخلة ، وهذا أهم ما امتازت به برامج الشركة .
ولكن هذا الأمر نتج عنه الوقوع في الكثير من الأخطاء والسقط والتصحيف وغير ذلك ، مما يدركه من تعامل مع هذه البرامج .
ومن الأمثلة على ذلك :
· تسمية بعض الكتب بغير مسمياتها ، فكتاب الزهد للإمام أحمد أدخل باسم الزهد لابن أبي عاصم ، حتى في الإصدار الأخير من الألفية ، تجد أن كتاب الزهد لابن أبي عاصم قد تكرر مرتين ، والواقع أن أحدهما هو لكتاب الإمام أحمد .
وكذا أدخل كتاب أمالي ابن بشران على أنه مجلس في رؤية الله عز وجل .
وكتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي ، أدخل على أنه للبخاري .
وفي موسوعة التاريخ والحضارة ذكروا كتاب باسم : مسائل الإمام أحمد ، وهو في الواقع كتاب تلقيح فهوم الأثر ، لابن الجوزي .
· ومن ذلك تكرر الكتاب المدخل أكثر من مرة وباسمين مختلفين : ومن ذلك أنه قد تكرر كتاب تهذيب الآثار مرتين مرة باسم تهذيب الآثار ، ومرة باسم تهذيب الآثار مسند علي ، وحين البحث تخرج النتيجة في الكتابين معاً ، وهي في الواقع في واحد منهما فقط .
كما ووقع فيهما معاً خلط جميع الأجزاء دون تمييز بين مسند علي ومسند عمر ومسند ابن عباس . كما سقطت الورقة الأولى من مسند ابن عباس ، والذي وضع على أنه الجزء الأول .
· وقد تتكرر النتيجة أحياناً على أنها في كتابين مختلفين ، والواقع أنها في كتاب واحد ، ولكن السبب كان في أنهما طبعا معاً ، فمما طبع مثلاً في كتاب واحد : ثلاث رسائل للإمام النسائي ، وهي : تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد ، وكتاب الطبقات ، وتسمية فقها الأمصار ، ولو بحثت في نص في أحد هذه الرسائل فستأتي نتيجة الحاسب أنه موجود ثلاث مرات ، وفي ثلاثة كتب ، والواقع ليس كذلك .
وهذا أوقع بعض الباحثين ممن يعتمد على الحاسب فقط في أخطاء كبيرة من نسبتهم الحديث أو المعلومة لغير مصدرها الصحيح .
· ومن الأخطاء إدخال بعض الحواشي في أصل الكتاب ، فمثلاً أدخلت حواشي الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ على فتح الباري ضمن كلام الحافظ ابن حجر .
وأدخلت أحكام محقق كتاب الجهاد لابن أبي عاصم ضمن متن الأصل ، وكذلك أحكام محقق جزء الألف دينار .
وأدخل كلام محقق كتاب حديث يحيى بن معين وأحكامه على الأسانيد ضمن المتن ، بل وأدخلت خاتمة المحقق أيضاً ضمن الأصل ، دون تمييز بين ذلك كله .
كما أدخلت أحكام محقق كتاب أخبار مكة للفاكهي ضمن المتن .
وفي كتاب أخبار مكة للأزرقي أدخل في بداية الكتاب اسم مدخلة البيانات وعدد الصفحات التي أدخلتها في بداية مقدمة الكتاب .
· ومن الأخطاء أيضاً التداخل بين المتن وشرحه ، كما هو واقع في تدريب الراوي ، حيث وضع كلام النووي والسيوطي دون فصل بينهما .
· ومن الأخطاء حذف مقدمات بعض الكتب ، حيث حذفت مقدمة كتاب المجروحين لابن حبان ، وكتاب المستدرك للحاكم ، وكتاب الأحاديث المختارة للضياء المقدسي ، وكتاب تهذيب الكمال ، وتقريب التهذيب ، وكذا الكاشف ، وغيرها .
· ومن الأخطاء أيضاً وضع أرقام أجزاء لبعض الكتب التي ليس لها إلا جزء واحد ، فتجد الإحالة إلى الكتاب مثلاً 1/60 ، والكتاب في جزء واحد ، فيتوهم الباحث أن الكتاب في أكثر من جزء .
· وحتى آخر برامجهم وهو الجامع ، والذي أشرنا إليه قبل لم يسلم من هذه الأخطاء ، حيث تكررت الأخطاء السابقة فيه ، إضافة إلى أخطاء أخرى ، ومما وقع لي دون قصد للتبع أنهم أدخلوا جزئين من فتح الباري لابن حجر على أنها كتاب الفوائد لتمام الرازي ، مع وجود فوائد تمام في موضع آخر .
· وهناك أخطاء كثيرة جداً من السقط والتصحيف ، واعتماد طبعات غير جيدة ، وتكرار في بعض الكتب ، ونحو ذلك ، مما يضيق المقام عن التفصيل فيها .
وهذا أمر لا يستغرب ، نظراً لكثرة الكتب المدخلة .
والخلاصة أن برنامج شركة حرف يمتاز بالدقة والإمكانيات الكثيرة في البحث ، ويعيبه اقتصاره على الكتب التسعة فقط .
وتمتاز برامج شركة التراث بالكثرة والشمولية ، ولكنها أقل في مميزات البحث .
ولهذا فلا غنى للباحث عن الجمع بين برامج الشركتين معاً .
المبحث الثالث
المحاذير من هذه البرامج
ومع ما تقدم من الميزات الكثيرة لهذه البرامج ، وتيسيرها لجهد الباحث ووقته ، إلا أن لها سلبيات ومحاذير ينبغي أن يتنبه لها الباحث وطالب العلم ، ولعل من أهم هذه المحاذير :
· كثرة التصحيفات والسقط في هذه البرامج ، مما يوقع الباحث الذي يعتمد عليها في أخطاء كبيرة ، ولذا على الباحث أن يستفيد منها ولكن مع مراجعة الأصول ، وجعل هذه البرامج كالفهارس ونحوها التي تيسر له سهولة الوصول إلى المعلومة .
· إن أي خطاء من الباحث في إدخال المعلومة المطلوبة قد ينتج عنه عدم إظهار البرنامج لها ، مما قد يجعل بعض الباحثين ينفي وجودها ، لأن الحاسب يتعامل مع هذه المعلومات تعاملاً آلياً ، ولذا على الباحث التنبه لهذا ، وكذا التنبه لاختلاف البرامج في التعامل مع بعض الكلمات وكيفية إدخالها عند البحث .
· ولعل من أخطر الأمور هو أننا بدأنا نلحظ اعتماد بعض طلاب الدراسات العليا على مثل هذه البرامج اعتماداً كاملاً ، وعدم الرجوع إلى الكتب الأصلية ، وهذا مزلق خطير ، على أساتذة الجامعات وخاصة من يشرفون على الرسائل الانتباه إليه وتحذير الباحثين منه ، لما له من آثار خطيرة .
· إن الاقتصار على هذه البرامج دون الرجوع إلى الكتاب الأصلي يفقد الباحث الفوائد الكثيرة التي كانت تحصل له إذا رجع للكتاب ، كمعرفة منهج المؤلف ، وبعض الفوائد الجانبية التي تحصل له أثناء البحث والمطالعة ، فهذه كلها لا تتحقق عن طريق الحاسب .
· إن وجود هذه البرامج قد جعلت الكثير ممن لا ينتسبون إلى العلم والتخصص يتجرأون على التأليف والتحقيق ، اعتماداً منهم على ما يسرته هذه البرامج ، دون مراجعة أو تدقيق ، وظناً منهم أن مجرد عزو الحديث أو المعلومة إلى مصدرها يكفي في هذا المجال .
· وهناك غير هذه المحاذير والسلبيات مما قد يطول استقصاؤه ، ولا يخفى على المهتمين بهذا الجانب .
المبحث الرابع
توجيهات وتوصيات
وهذه التوجيهات والتوصيات موجهة إلى عدة فئات :
أولاً : إلى أعضاء هيئة التدريس ، وأهمها ما يلي :
· ضرورة الاستفادة من هذه التقنية ، والإقدام على تجربتها لمن لم يستفد منها حتى الآن ، فلا يخفى أن عضو هيئة التدريس قد يكون مشغولاً بمشاغل علمية كثيرة ، ويحتاج أحياناً إلى معلومة سريعة ، أو استكشاف موضوع ما ، وليس عنده من الوقت للحصول عليه بالوسائل التقليدية ، ولكن الحاسب قد يسر له هذا الأمر ، فمثلاً قد يعرض عليه استفسار عن رسالة معينة للبحث فيها ، أو تحكيم بحث ، ونحوه ، فيمكنه عن طريق الحاسب أن يجد بعض النتائج المقربة ، ليكون تصوراً عاماً عن الموضوع أو البحث .
وأقول لمن لم يقدم على الاستفادة من الحاسب : أقدم الآن ولا تؤخر ذلك فتندم ، وأعلم أن الأمر بسيط جداً ، ولا يحتاج أي معرفة مسبقة ، وخاصة مع البرامج الموجودة الآن .
· وأمر آخر موجه إلى أعضاء هيئة التدريس ، وخاصة من يشرفون على الرسائل ، هو الانتباه لما يفعله بعض الطلاب من الاعتماد الكامل على الحاسب ، وتنبيههم لخطورة هذا العمل ، وما يترتب عليه .
· ثم أخيراً يجب على من تعامل مع هذه البرامج تنبيه الآخرين عن ما يقع فيها من أخطاء ، والتواصل مع المنتجين لها ، لكي يتداركوا ما وقعوا فيه .
ثانياً : إلى الجهات العلمية والجامعات :
وهي ضرورة أن تتبنى الجامعات والمؤسسات العلمية الكبير مثل هذه الأعمال ، وتحرص على إخراج برامج متقنة في هذا المجال على أيدي متخصصين ، لأن أكثر الموجود الآن أعمال تجارية ، وقام على إدخالها غير متخصصين .
فعلى هذه المؤسسات التنبه لهذا ومحاولة إيجاد برامج متخصصة دقيقة ، والاستفادة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين في ذلك ، أو التعاون مع الشركات الموجودة ، بحيث لا يخرج العمل إلا بعد إجازته من مثل هذه المؤسسات العلمية .
ثالثاً : إلى الباحثين والطلاب :
وهي أنه مع أهمية الاستفادة من مثل هذه البرامج وضرورتها للباحث ، إلا أنه ينبغي عليهم الحذر من اعتمادها كمصدر أساسي للمعلومة ، ومثل هذا العمل لا ينبغي أن يصدر من طالب علم ، فضلاً عن متخصص ، وعليهم أن يجعلوها كالفهارس المساعدة لهم في البحث ، ويعلموا أن اكتشاف مثل هذا ليس بالأمر العسير على أي متعامل مع الحاسب ، فليحذروا أشد الحذر من الركون فقط إلى هذه البرامج .
رابعاً : إلى الشركات المنتجة :
وهي أن يتقوا الله فيما ينتجون ، فهم يتعاملون مع علم شرعي ، وهذا أمر خطير ، والخطأ فيه ليس كغيره ، فعليهم الحرص على الدقة والتأكد من مراجعة إنتاجهم جيداً قبل طرحه للبيع ، والتواصل مع الباحثين وأساتذة الجامعات لمعرفة ما لديهم من ملاحظات حول هذه البرامج ، والسعي المستمر والمتواصل لتفادي الأخطاء الموجودة .
وفي الختام أعود فأقول إن ما تقدم هو من واقع تجربة شخصية ، ومن واقع تعامل بسيط مع هذه البرامج ، وقد يكون هناك الكثير غير ما ذكرت .
وأعتذر عن هذا الإيجاز الشديد ، وأستغفر الله عما وقع فيه من خطأ أو خلل ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
ملخص البحث
التقنية الحديثة في خدمة السنة
فوائد ومحاذير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
يتلخص هذا البحث في بيان أهمية استخدام التقنية الحديثة في مجال السنة النبوية ، ثم عرض لأهم برامج شركتين من الشركات المنتجة للبرامج الحاسوبية الحديثية ، وهما شركة حرف ، وشركة التراث ، حيث عرض الباحث لأهم برامج شركة حرف ، وخاصة برنامج الحديث الشريف وما فيه من ميزات وسلبيات ، ثم عرض لأهم برامج شركة التراث ، وأهم برامجها في الحديث ، ومميزاتها والسلبيات الواقعة فيها ، ثم المحاذير من استخدام البرامج الحاسوبية ، ثم ختم البحث بتوجيهات وتوصيات لكل من : المؤسسات العلمية , وأساتذة الجامعات ، وللطلاب والباحثين ، وللمؤسسات المنتجة لهذه البرامج ، والله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق