صدر حديثاً
كتاب
حسن التنبه لما ورد في التشبه
لنجم الدين الغزي العامري
في 12 مجلد
مكث في تأليفه 40 سنة تقريباً
بتحقيق لجنة من المحققين
بإشراف نور الدين طالب
وجاء في مقدمة التحقيق
لمَّا كان التشبه يدل على المحبة، ويفصح عن المودة، فإن المحبة هي الموافقـة، وذلك لأن الإنسان إذا أحب أحداً أحب سائر أوصافه وأفعاله وأخلاقـه، وإذا أحبها دعاه حبُّها إلى التخلق والاتصاف بها، ومهما تحلى بها أو اتصف فقـد وافق ذلك المتصف بها فيها، وكل إنسان فإنه محب لأوصاف نفسه، كَلِفٌ بها، فإذا ادعيت محبتـه لا تقوم شواهد صدقك عنـده إلا بمحبتك لأوصافه وخلائقه، وكل ما ينسب إليه، ولا تتحقق منك المحبة لأوصافه وخلائقه إلا إذا رآك تحليت بها، واخترت الاتصاف بها.
فهذا كتاب تطمئن إليه قلوب الأتقياء، وتنشرح لـه صـدور الفضلاء، وتنبسط بـه أرواح الأولياء، وتنقبض منـه نفوس أهـل الآراء الفاسدة والأهواء، ضَمَّنه مؤلفه الأمرَ باتباع مَن ورد الأمر بالاقتداء بهداهم والاقتفاء، والنَّهي عن التشبه بمن ورد الزجـر عن اتباع هواهم من أهل الافتراء.
وأتبع ذلك بالكـلام على التشـبه بالبهائم والسـباع، كالهـر والعواء؛ ليتنزه الإنسانُ عما لا يليق به من الطباع ـ كالُهزْء والهراء ـ إلى مقام الْمُرُوَّةِ والمعرفة والترقي عن مراكز النسر والعواء.
وهو كتاب لم يسبق ـ فيما نعلم ـ إلى جمعـه وترتيبه، ولم يزاحم على اختراعه وتهذيبه، ولا وجد من جاء في بابه بمثله ولا على أسلوبه، ذكر فيه ما ورد في ذلك بحسب الاطلاع على سبيل السبر والاستقراء، ولاحظ فيه مع مراعاة الإيجاز والتقريب طريق الاستيفاء، ولم يألُ جهداً في تحرير معانيه ولا في تنوير مبانيه، وذلك بفضل الله الذي يؤتي فضلَه من يشـاء، ويخص مَن شاء بما شاء.
وقد قسـمه ـ بين فـاتحته، وخـاتمته، وفي كَنـف مقـدمته، ولاحقته ـ إلى قسمين، وجعله على ضربين:
القسم الأول: فيمن ورد الأمر بالتشبه بهم، والاقتداء بهداهم، وهديهم.
والقسم الثاني: فيمن ورد النهي عن التشبه بهم، واتباع طرقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق