الاثنين، يناير 2

نفثات مصدور وآهات محزون ، مرثية في وفاة خالتي أم مالك رحمها الله على لسان زوجها

بسم الله الرحمن الرحيم

نفثات مصدور وآهات محزون

كلمات في شريكة حياتي التي فقدتها مساء يوم الثلاثاء
الثامن عشر من شهر محرم سنة ١٤٣٣هـ
رحمها الله وأعلى نزلها .


يـا أم لـيـنـا ولا رجـــعٌ ولا أثــــــرُ
قد غالكِ التربُ مردوماً به الحفـــرُ

قـد كُـنـتِ أنــســي وريـحـانــاً أُرَوّحـــــهُ
وبـهـجـةً لا يـراعــي غـيــرها الـنــظــــــرُ

كـريـمـةُ النّـفـسِ والأخـلاقِ طـاهـرةٌ
ما ساءني قطُّ منها الخُـبْـرُ والخَـبـــرُ

كــريـمـةٌ مــن كـــرامٍ ســــــادةٍ نُـجـــبٍ
ما شينَ[1] بالصّهرِ من إصْهارهم[2] نفرُ

صـبـرتِ ســبـعــاً عـسـيـراتٍ عـلــى قــدرٍ
يـا أم لـيــنــا ولا شــكـــوى ولا ضـــجــــرُ

لــمّــا مضيـتِ مضى أُنـسـي وعـاودنـي
هــمٌّ وحــزنٌ وغَـالَـتْ فِــكْــريَ الـفِـــكَـــــرُ

ضاقتْ عليّ فجاجُ الأرضِ وانكسفتْ
شمسي وأظــلمَ في ديـجـورها القــمـرُ

أُصـبّــرُ النّـفـسَ حـيـنـاً ثـم تــغــلبــُـنــي
ويَـخـفــقُ القـلـبُ مـكـلـومـاً ويُـعْـتَـصـرُ

يــا أم لِــيــنَــا عَـــزائِـــي أنّــهــا سُــــــنـــنٌ
تُــبَــيّــتُ الـنّــاسَ أو تَــغــدُو فَــتَــبْــتَــكِــــرُ

تـجـري عـلـى النـاسِ أقـدارٌ مـقــــــــدّرةٌ
مـا غــادرَ الخـلــقَ مـن مقـدورها قـــدرُ

عــلـيـكِ مـنّــي ســــــلامٌ دائـمٌ أبـــــــداً
ولـم يُــزَايــل جــنـابـي قَـبــركِ الـمـطـرُ

وكتب : أبو مالك
محمد بن حمود التويجري

وللعلم فقد كنيت أم مالك رحمها الله بإحدى بناتها لضرورة الشعر .




[1] ما : نافية .  شين : عيب .
[2] إصهار : بكسر الهمزة مصدر أصهر أي نكح إليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق