السبت، يناير 28

هكذا فلتكن الهمم : خلعت البورد الكندي وتوجهت (( للحجامة )) !!


بسم الله الرحمن الرحيم



رأيتها تجلس في القاعة بين فتيات يصغرنها بسنوات ..
لم يثنها ما وصلت إليه من المراكز العليا أن تعود مرة أخرى لمقاعد الطلب بهمة تناطح السحاب ، وتواضع يفوق العُجاب !!

شغفها بعلم السنة النبوية يثير الحيرة !!

استشارية في الطب النووي لها أكثر من 50 بحثا في تخصصها ،
ومع ذلك تعشق علم الحديث وتثني ركبتيها في مجالس فقه التعليل والتخريج والجرح والتعديل ودراسة الأسانيد !!



عيناها تحكي سرا عجيبا ..




اقتربت منها أكثر .. فعلمت أن سر شغفها بعلوم الحديث هو (( الحجامة ))
التي كانت بفضل الله سببا في شفائها من الشقيقة التي عانت منها لسنوات..

وما أن من الله عليها بالشفاء حتى ضربت بالبورد الكندي عرض الحائط وتنازلت عن المناصب العليا التي وصلت إليها في مستشفى التخصصي !!

كل تلك التضحيات وغيرها مما أُحجم عن ذكره اختصارا .. لأجل (( الحجامة )) !!!



ما الذي وجدته تلك  الطبيبة الاستشارية في الحجامة والطب النبوي 
ولم تجده في تخصصها الطب النووي ؟!


سؤال دار في خلدي كثيرا ولم أجد له إجابة حتى زرت عيادتها ..



استأذنكم لأصور المشاهد بتفاصيلها .. في 
 تلك الرحلة الإيمانية التي زاد فيها منسوب التصديق ..


 ( الصور بالمرفقات )([1])



هانحن ندلف عيادة د. سيما بخيت  للطب النبوي
( حجامة – تلبينة – قطرة زيت زيتون وحبة سوداء- رقية )
والأهم من ذلك كله هو تعليق المريض بربه وأنه هو الشافي وحده سبحانه.. 


(1)

أراها من بعيد تلتوي ألما .. ذهبت إليها لعل حديثي معها ينسيها ماتجد ..

أبرار : لابأس عليك طهور تفضلي بالجلوس يبدو أنك بحاجة لراحة.

المريضة : لا أستطيع الجلوس .

أبرار : عفاك الله هل سبق وأن عملت الحجامة ؟

المريضة :لا..

أبرار : هل أستطيع معرفة شكواك ؟

المريضة : تشنج بالحوض ..

أبرار : منذ متى ؟

المريضة : منذ 3 أشهر بعد ولادتي القيصرية .

أبرار : هل أفادتك الطبيبة بتمارين ؟

المريضة : لاشيء .. سوى مسكنات مجرد ما أوقفها يعود الألم فلا أستطيع المشي ولا الجلوس وأفضل وضعية تناسبني هي الاستلقاء على الظهر .

د. سيما : حان دورك تفضلي ..

دقائق معدودة بين حديثي معها وهي تتألم وتمسك ببطنها وتحنى ظهرها مستندة على الجدار حتى لا تسقط ، وبين عملها للحجامة ..

والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه

رأيتها واقفة شامخة تسير بخطى واثقة .. عبرتها تسبق عبارتها : دكتورة ذهب الألم !!

د. سيما : كم نسبة الألم ؟!

المريضة : صفر .

د. سيما : خري ساجدة شكرا لمولاك الذي شفاك.

أبرار : لجم لساني إلا من قول { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }.

التفت إليّ د. سيما قائلة : هل أُلام حين أترك الطب وأكب البورد الكندي ؟!! الله أراني في الحجامة آيات مبهرة دالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

لم أجد ردا سوى الحمد والثناء على مولاي وسيدي حين جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .



(2)

طفل معاق لايستطيع الحراك عمره 4 سنوات وهبه الله جمالا أخاذا ..

رأيته بعد الحجامة وقد اختلطت دموعه بدموع أمه وهي تحرك قدميه فرحا ..

أبرار وهي تهمس في أذن د. سيما:  ما خبره ؟

د. سيما : سلي أمه !

أبرار : حمدا لله على سلامته عفاه الله وشفاه ماخبره ؟

أم الطفل : بحمدالله ها أنا أحرك رجله .. لم أكن قبل ذلك أستطيع تحريكها .

أبرار : إعاقته منذ ولادته ؟

أم الطفل: لا ، ولد بفضل الله سليما لكن الإعاقة طرأت بعد ذلك فجأة حين ذهبنا به لزواج خالته قبل ثلاث سنوات فعندما أطفأوا الأنوار وارتفعت أصوات الزغاريد ذُعر وخاف ومنذ تلك الليلة توقف نطقه وشُلت أقدامه .

أبرار : لاحول ولاقوة إلا بالله .. عليك بالرقية فالقرآن شفاء ورحمة وبركة .

أم الطفل : لم نترك الرقية بفضل الله وكما ترين عملت له الحجامة وأرى تحسنه فلعلي أكررها الشهر القادم بحول الله وقوته .



(3)

د. سيما : أبرار هذه زبونة قديمة ودائمة سليها أين تعمل ؟

أبرار : ماعملك ؟

المريضة : في مختبر المستشفى .

أبرار وهي تقلب ملف المريضة : ماشاء الله ملفك ضخم جدا وعلاقتك مع الحجامة حميمية.

المريضة : لاشك أنا والحجامة أصدقاء ..

أبرار : ماسبب شغفك بها ؟

المريضة : لما لمسته من فوائدها .

أبرار : كل كم تعملي الحجامة ؟

المريضة : كل ماشعرت بحاجة .

أبرار : وكيف تعلمي أنك بحاجة ؟

المريضة : مجرد أن أشعر ببوادر تعب أو زكام أو سعال أو ضيق ... أسارع للحجامة .

د. سيما : بمناسبة السعال وأعراض الصدر فإن أخاها استشاري كبير في الأمراض الصدرية بمستشفى الحرس .

أبرار : ولم لا تذهبي له !

المريضة : لأن الأدوية الطبية إن أصلحت شيئا أفسدت أشياء .. فتركها أولى ،  أما الحجامة إذا لم تنفع لن تضر .

أبرار : سبحان الله محيطك طبي ومع ذلك تنبذين الأدوية الطبيبة وتتوجهين للطب النبوي .. ما أعظمك ياربي وما أعظم الأدوية التي علمتها نبيك صلى الله عليه وسلم .



(4)

د. سيما : هذه أم خالد يا أبرار أيضا زوجها طبيب .

أبرار : لابأس عليك أختي أم خالد ما الذي جاء بك لعيادة الطب النبوي ؟

أم خالد : معاناتي التي استمرت أكثر من شهرين ..

أبرار : طهور .. لطفا إن أردت التحدث عنها أكن لك شاكرة.

أم خالد: أبشري .. كرهت زوجي كرها لا يعلمه إلا الله ولا يخيل إلي إلا أنه وحش كاسر يريد مهاجمتي وأذيتي ، لم أعد أقبل منه أي شيء ، وأصبحت أتعمد خلق المشاكل ليغرب عني .

تضخم حجم الكره حتى وصل لبيتي وأولادي حتى نفسي التي بين جنبي أصبحت لا أطيق أحدا، وأخشى الوحدة .. إلى أن ضاقت علي الأرض بما رحبت .

قال لي زوجي هذه نوبة اكتئاب بإذن الله ستزول لنذهب لطبيب نفسي ، استشرت إحدى الداعيات فنصحتني بملازمة القرآن وكثرة قراءة سورة البقرة وأوصتني بالحجامة .

لم يقتنع زوجي بالحجامة أبدا لأنها طب قديم وانتهى زمن التداوي به !!

ومع الإصرار وافق على مضض وعلى مسؤوليتي !

رغم العقبات والتحديات الكثيرة التي واجهتني والتخوف ضد الحجامة إلا أني استعنت بالله وأقدمت عليها وهذه هي زيارتي الثانية .

أبرار : وهل شعرت بفرق بعد عملك للحجامة ؟

أم خالد: أثناء عمل د. سيما للحجامة في المرة الأولى رأيت ظلاما ظننت أن الأنوار أُطفئت ، وانتابتني قشعريرة مع رجفة ..

بعدها بفضل الله كأن شيئا لم يكن عدت أم خالد الطبيعية كما كنت سابقا.

أبرار : الحمد لله ، وماردت فعل زوجك الذي كان حريصا على منعك ؟

أم خالد : لم يصدق كان ومازال مذهولا!! دخلت العيادة بوجه وخرجت منها بوجه آخر .

دخلت العيادة وهو أبغض الناس عندي وخرجت منها وهو أقربهم إلي .



أبرار : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}



من الذي علّم محمدا صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لم يقرأ في كتب الطب ولم يتعلمه من الأطباء أن يقول : " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري؟"([2])

ومن الذي أنطقه بقول :  "إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي : شربة عسل ، أو شرطة محجم ، أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي."([3])

ولم يقتصر صلى الله عليه وسلم على الأمر بالحجامة بل تداوى بها فها هو ابن عباس – رضي الله عنه - يخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه "احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به " ([4])



وهاهم أصحابه - رضوان الله عليهم - يحث بعضهم بعضا على التداوي بالحجامة فجابر بن عبد الله رضي الله عنهما حين عاد المُقَنَّع قال : لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إن فيه شفاء"([5])

  
ختاما : أذكر تجربتي الشخصية مع الحجامة

والتي لم أجد عائقا عنها سوى أمرين :

الأول : الأثر الذي سيبقى على الجسد وبطبيعة أي امرأة تكره ذلك ويكفي النساء لسعات المطبخ !

الثاني : كنت أظن ظنا ولست بمستيقنة أن المرأة لاحاجة لها بالحجامة فالدم الفاسد يخرج من جسدها كل شهر وفي نفاسها .



لكن د. سيما – زادها الله علما- نقضت الأمرين ، فالأول : شعارها في عيادة الحجامة ( لاتعلم ولا تألم ) أي لاتبقي أثرا ولا تُشعر بوجع..وصدقت في قولها .

الثاني : ذاك الدم خاص بالرحم فقط وليس بباقي الجسد ، فالجسم بحاجة لإخراج الدم الفاسد منه .



استعنت بالله وأقدمت عليها .. شعرت بعدها براحة عجيبة وانشراح صدر مذهل لا أجد ذاك الانشراح إلا بعد طاعة مقرونة بفقر وانكسار وخشوع وتذلل!!

والأعجب من ذلك حين ييسر الله لي الحج لابد أن أحمل فيروس انفلونزته معي ، وأحضرها هدية لأهلي !

فإذا علموا أني عزمت الحج حملوا هم هديتي التي سيستمر أثرها في المنزل شهرا أو يزيد .. بالرغم أني لا أسافر إلا بعد التطعيم ضدها لكن لله حكمة ..

هذه السنة الوحيدة التي لم أطعم ضدها واقتصرت فقط على الحجامة والتصعد بالقسط الهندي .

والفضل أولا وآخر لله لم أصب بأي عوارض صحية ولم أحضر لأهلي هديتي السنوية ..



سألت الدكتورة عن تلك النتيجة المبهرة التي حصلتُ بفضل الله عليها، وعن سبب ذاك الانشراح أهو ناتج عن أمر حسي أو هو فرح وسرور بتطبيق ماعمله الرسول ؟!



قالت: الحجامة ترفع المناعة فلا تحتاجي معها لتطعيمات وقائية .. بل إني لم أستعمل أي علاج طبي بعد أن ولجت مضمار الحجامة ،  أما الانشراح فربما كان بسبب سموم في الجسد وتخلصت منها ، وربما كان أمرا آخر لا أعلمه !!



كلمتها لا أعلمه جعلتني أوقن أكثر بأن تحولها من الطب النووي إلى الطب النبوي كان في محله .. حين رأت فشله في علاجها من مرضها ، وكانت ومازالت تكتشف في الطب النبوي نتائج تبهر عقول كبار الأطباء قصر علمهم عن الوصول إليها في أبحاثهم وتجاربهم وأدويتهم.





حروفي ليست دعوة لمحاربة الطب الغربي ،
بل هي دعوة صادقة للاحتفاء بالطب النبوي وتقديمه على ماسواه
ثقة بالله الشافي وتصديقا بقوله { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
ونشراً لصورته الحسنة التي شوهها بعض الأطباء المغررين.



كتبته:

أبرار بنت فهد القاسم .

غفر الله لها ولوالديها ولمعلميعها ولمن له حق عليها.

هناك تعليق واحد:

ابن الرافدين يقول...

لدي قصر في البصر ووجع في الظهر هل الحجامة تفيدني لبصري و لظهري و كيفية عملها بالنسبة لقصر النظر و كيفية عملها بالنسبة لوجع الظهر
علما انيحجامة من العراق و لدي صديق يعمل ال

إرسال تعليق