الأربعاء، فبراير 8

كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد


بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
وبعد، فقد سبق أن كتبت كلمة بعنوان ((  الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد ..، وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين)) ونشرت بتاريخ 20/9/1429هـ، وذلك بمناسبة تطاوله على أحد المشايخ الكبار في المملكة وطلبه محاكمته، وقد كان طلبي محاكمته قبل ثمان سنين لكلام له ساقط هابط فيه الاستهزاء بالله ودينه الحنيف، جاء هذا الكلام في روايته الموضوعة ((الكراديب))، وأعيد ذكره فيما يلي :

(1): قوله (ص50): ((دع الله وشأنه)).
(2): قوله (ص78): ((الانتحار نصر على الله، في الانتحار تفوت الفرصة على الله أن يختار لك مصيرك)).
(3): قوله (ص120): ((إبداع الشيوعيين ليس مثله إبداع)).
(4): قوله (ص137): ((فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة)).
(5): قوله (ص138): ((هناك جنة ونار معاً، الله وشيطان، نبي وفرعون، وكل في قدر يسبحون)).
(6): قوله (ص187): ((فنحن لا ندري إلى أي عالم سنكون، وإلى أي حياة أو فناء سنؤول)).
(7): قوله (ص274): ((وقد يكون ما يسير الدنيا هو القدر أو العبث أو الحتم أو الصيرورة لا ندري)).
وكان اللائق به لو حالفه التوفيق بعد نشر هذا الكلام عنه أن يذوب حياءً وخجلاً لفظاعة هذا الكلام المتناهي في السقوط والكفر والزندقة والإلحاد، وأن يتوب ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأعوذ بالله من الكفر والنفاق، لكن حليمة بقيت على عادتها القديمة؛ فقد حاورته صحيفة الوطن ونشرت حوارها معه في يوم السبت 29/4/1430هـ، وهي سبّاقة إلى النشر لهذه الفئة من البشر المتبعين للشهوات الذين يريدون أن تميل بلاد الحرمين ميلاً عظيماً، ومما جاء في حوارها معه سؤال عن عبارته ((الله والشيطان وجهان لعملة واحدة!!))، ونصّ السؤال: ((عبارة أوضحتَ كثيراً أنها أتت على لسان إحدى الشخصيات في الرواية, ومع ذلك مازال من يستشهد بها كي يدينك فما رأيك؟))
فأجاب بقوله: ((هناك من يحاول البحث عن العيوب أو يريد قراءة انتقائية, وحتى الكتب المقدسة هناك من قرأها بطريقة انتقائية, وتخيل لو أتى أحد غير المسلمين وحاول قراءة القرآن بتصور مسبق وحاول أن يجتزئ نصوصا معينة سيحاول أن يظهر للعالم أن هناك نصوصا تأمر بالقتل وغيره, المشكلة ليست في قراءة العمل ولكن كيف تقرأ العمل.))
ونص السؤال بعده: ((يعني أنت مقر أن هناك من حاول الاصطياد في الماء العكر وتقديم هذه الروايات على أنها ضد الشريعة والإسلام؟))
فأجاب: ((ليتهم قرؤوها, بل أخذوا عبارة واحدة فقط وقاموا بالتأجيج عليها,)).
أقول: لا يعفيه هذا الكلام من تبعات تلك الجملة القبيحة التي هي من أقبح الكلام، وهي قوله : ((الله والشيطان واحد هنا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة!!))، فإن الرواية التي اشتملت عليها هذه الجملة هو الذي تخيلها وصاغها، وكان بإمكانه أن يتجنب كل عبارة فيها استهزاء بالله ودينه وكل كلام سيء، ولكن لم يحالفه التوفيق، ولم يكن القبح خاصاً بهذه الجملة فيتم انتقاؤها كما زعم، فما قبلها سيء وما بعدها سيء، وهذا سياق كلامه قبلها وبعدها: ((سامحك الله يا ابن الطين! هل كان من الضروري أن تأكل من تلك الشجرة المحرمة وتبحث عن نبع الخلود، وتغضب رب الخلق والناس أجمعين؟! أكل هذا جزء من قدر إلهي أم عبث شيطاني؟! أم هي حكمة لا ندريها مختبئة في عباءة قدر عابث أو عبث قادر؟! لا أحد يدري! فالله والشيطان واحد هنا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة!! الصورة وعكسها، ولكن الكائن واحد، الحياة كلها سؤال بلا جواب)).
وقبل هذا الهذيان بقليل هذيان آخر وهو قوله: ((رحماك يا رب العباد إن كان للعباد رب يحميهم؟! ولم لا؟ إن كان للبيت رب يحميه فلا بد أن للإنسان رباً يحميه أيضاً، فالبيت وضع للناس ولم يوضع الناس للبيت))، ولم يكن الخبث في رواياته مقصوراً على عبارة واحدة كما زعم، بل عباراته الخبيثة كثيرة، ومنها ما جاء في الفقرات السابقة، ولو تتبع متتبع رواياته لوجد فيها الكثير من مثل هذه العبارات المشتملة على الاستهزاء بالله ودينه.
ولما سأله المحاور عن مقاضاته من تكلم فيه بكلام ساءه كان جوابه اتهام المحكمة وأن قضيتنه ستكون خاسرة، ثم قال: ((وأبسط مثال قضايا رفعت ضد أفراد من هيئة الأمر بالمعروف خرجوا منها كما تخرج الشعرة من العجينة)).
فلم يكن في ذهنه إلا تصيد أخطاء الهيئة والحرص على إدانتها، وهو في الحقيقة لم يرغب الذهاب إلى المحكمة لأنه إذا ذهب إليها سيجد عندها بيان حكم المرتد.
ومما جاء في الحوار: ((الابتعاث مثلا, هل تعتقد أنه سيأتي بجيل جديد متنور يفكر بمعزل عن التأثير؟))
فأجاب بقوله: ((الابتعاث أحد الحلول, لكنه بالتأكيد ليس الحل الكامل, ونحن نعرف أن البعض يذهب للابتعاث ويعود بفكر أكثر تطرفاً, القضية تبدأ من الداخل وأعتقد أن المهم هو النظام التعليمي أعطني نظاماً تعليمياً جيداً أعطك أناساً سويين, حدثت تغييرات جيدة, ونحن من المنتظرين, ومثلاً الهيئة يجب أن تراعي عدة أمور منها سمعة المملكة في الخارج, وأي حدث يحدث لدينا ينشر في صحف العالم, وأعتقد أن إعادة الهيكلة في الهيئة وضبط النظام داخلها هي المهمة الأصعب للهيئة في قادم الأيام, ويجب كذلك عدم انتهاك حقوق المواطن والإنسان ونحن نرى مقدمات جيدة للرئيس الجديد لعلها تكون بشرى خير.)).
وقد أقلق هذا المستهزئ بالله ودينه نظام التعليم وأنه يرغب تغييره على وجه يخرج أجيالاً من جنسه وعلى شاكلته، يستهزئون بالدين ويسعون في الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها، وأقلقه أيضاً وضع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوجب عليها شيئين: أحدهما مراعاة السمعة في الخارج عند الغربيين وغيرهم، والثاني عدم انتهاك حقوق المواطن والإنسان، ومن المعلوم أن السمعة عند الغربيين لا تتحقق إلا بالتخلي عن الدين كما قال الله عز وجل: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭛ ﭜ  ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ، وأما عدم انتهاك حقوق المواطن والإنسان، فمقتضاه أن يكون كل إنسان حراً فيما يأتي ويذر، فلا يُتعرض له بأمر ولا نهي، وقد كانت علامة المنافقين في زمن النبي صلى الله وعليه وسلم وأصحابه بُغض الأنصار؛ لأنهم قاموا بنصرة الدين وإظهار الحق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)) رواه البخاري (17) ومسلم (235)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)) رواه البخاري (3783) ومسلم (237)، وأما علامة المنافقين في هذا الزمان في هذه البلاد فهي بغض الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وتصيد أخطائهم وكذا تمني زوال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إضعافها، وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ، وقال: ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ.
وقد مدح الله على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذم على ترك ذلك فقال: ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ    ﭥ ﭦ ﭧ ،وقال: ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ    ﮞ ﮟ ﮠ ﮢ ﮣ ﮤ ، وقال: ﭩ ﭪ    ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ.
وأما الرئيس الجديد للهيئات فأسأل الله عز وجل أن يعينه على القيام بما حُمِّله من المسئولية العظيمة على الوجه الذي يرضيه، ومن حسن حظه ألا يرضى عنه هذا المستهزئ وغيرُه من غزاة هذه البلاد المتبعين للشهوات، ومن سوء حظ أي مسئول في أي موقع كان أن ترضى عنه هذه الفئة المنحرفة في أفكارها وأخلاقها الماكرة بحكومة هذه البلاد وشعبها، وقد كتبت رسالة بعنوان ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))، وهي مطبوعة ومنشورة.
هذه بعض نماذج من الحوار الذي جرى بينه وبين الصحيفة والجواب عنها، والخير كل الخير لتركي الحمد أن يتوب إلى الله من هذا الاستهزاء بالله ودينه قبل أن يأتيه الأجل وهو على هذه الحال، وأن يسلم من الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها، وأسأل الله عز وجل أن يهديه وأمثاله إلى الصراط المستقيم، وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور، وأسأله سبحانه أن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعباً من كل سوء، وأن يقيها الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

لتحميل المقال بصيغة  doc اضغط هنا
ولتحميل المقال بصيغة  pdf اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق