بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة من الشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد
لجميع المسلمين وخاصة في بلاد اليمن من التورط في دماء المسلمين المعصومة
أو
حكم ما يفعله البعض في زنجبار وعدن أبين من بلاد اليمن
للشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الحمد لله وكفى العلي الكبير,
والصلاة والسلام على الهادي البشير, أما بعد :
قال تعالى : (ومن يقتل مؤمنا
متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
وقال سبحانه : (ولا تقتلوا
النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون).
وقال سبحانه : (من أجل ذلك
كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي
الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أكبر الكبائر : الشرك بالله, وقتل النفس .. ).
وفيهما عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن
لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس, والثيب الزاني,
والمارق من الدين التارك للجماعة .. ).
وفيهما عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب
بعضكم رقاب بعض).
وفي البخاري عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن يزال المسلم في
فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).
وفيه عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما قال : إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها : سفك الدم
الحرام بغير حله.
ومن هذه النصوص العظيمة من
الوحيين الشريفين وغيرها, ما يدل دلالة واضحة على تعظيم الشريعة لجانب الدماء
والتعرض لها, وخطورة سفكها بغير سلطان الشريعة, وتحريم التساهل ذي ذلك.
وإني لأعجب غاية العجب من
مجرد تفكير المسلم قتل أخيه بغير حق, فكيف بالقتل نفسه !! .
فنصيحتي لجميع المسلمين وخاصة
في بلاد اليمن, الحذر الشديد من التورط في دماء المسلمين المعصومة, أو ترويعهم
والتعرض لهم في أهلهم أو أموالهم, أو التساهل في ذلك, فهذا افتيات على سلطان
الشريعة وإفساد نهى الله عنه ورسوله.
وإن ما يفعله البعض في زنجبار
وعدن أبين من بلاد اليمن, لمخالف لهدي الكتاب والسنة, مورث لسخط الله والفتنة
المنهي عنها, كما أنه مرفوض عقلا وبصيرة.
وإني لأذكرهم بالله والدار
الآخرة, وأنصحهم بلزوم هدي محمد صلى الله عليه وسلم, في إقامة دين الله والدعوة
إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, والاشتغال بما ينفعهم في خاصة أنفسهم
والمسلمين, وبالتبصر في الدين والإقبال على العلم, وعدم اقتحام مفاوز الشرع إلا
بسلطان من الكتاب والسنة, كما أهيب بهم ترك ما هم عليه من سفك للدماء وإثارة
للفتنة وترويع للمؤمنين, فإنا جميعا إلى الله صائرون, وهو الذي خلق وقدر وأحل
وحرم, ألا له الخلق والأمر سبحانه وبحمده.
أسأل الله لي ولهم ولسائر
المسلمين السداد والرشاد, كما أسأله سبحانه أن يحقن دماء المسلمين, وأن يحفظ
بلادنا وسائر بلاد المسلمين, وأن يجنبنا جميعا الفتن والقلاقل والمحن, والحمد لله
رب العالمين.
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
2/6/1433
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق