بحمد الله
صدر كتابي
صفحات من تاريخ عائلة آل تركي
بتقديم
معالي د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي
أسأل الله أن ينفع به العائلة والأقارب
مـقـدمـة الكتاب
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه
صفحات يسيرة من تاريخ عائلتنا ( عائلة آل تركي )، كتبتها نظراً لحاجة الكثير من
أبناء العائلة لها، وحرصاً على حفظ هذه المعلومات ، وليعرف من خلالها أيضاً الأسر
والعوائل التي لآبائنا وأجدادنا بها صلة ونسب.
وقد
اعتمدت في كتابتها على ما سمعته من كبار السن من العائلة والأقارب وغيرهم، أو ما تبين
لي من الوثائق الخاصة بالعائلة وغيرهم.
وهذه
الوريقات هي حصيلة سنوات عديدة ـ قاربت الثلاثين ـ من البحث والسؤال، أو التنقيب
في وثائق العائلة والعوائل الأخرى ، كنت أقيد بعضها وأحفظ بعضها الآخر، مما سمعته
من كبار السن من العائلة وغيرهم، فلما كثرت عليّ رغبت في تقييدها وكتابتها ، ثم
نشرها ، حفظاً لها من الضياع، وخشية موت أو نسيان، وكنت أظن الأمر سهلاً، وأني أستطيع
كتابتها خلال أسبوع أو أسبوعين، فلما بدأت الكتابة، أدركت صعوبة الأمر، واضطررت
لمراجعة معلوماتي مرة أخرى، والسؤال من هنا وهناك، ومراجعة ما تجمع عندي من وثائق
قديمة تزيد عن ثلاثة آلاف وثيقة لعائلتنا والعوائل الأخرى القريبة، لاستخراج اسم،
أو تحديد سنة وفاة أو غيرها، مما ضاعف الجهد، وجعل العمل فيه يستغرق وقتاً طويلاً
.
وأنا
حين أذكر هذا إنما أذكره ليعذرني القارئ إن وجد ملحوظة، أو نقص معلومة، فالكتابة
في مثل هذه الموضوعات شائكة، ومظنة الخطأ فيها كبيرة، وقد بذلت ما بوسعي ، ولا زلت
أواصل العمل والتصحيح، وأدعو كل من يجد نقصاً أو خطأ أن ينبهني مشكوراً، كما أرجو
ممن لديه أي وثيقة للعائلة أن يتفضل بإرسال صورة منها، ليكتمل الموضوع أكثر، وأضيف
ما تجمع من معلومات إلى الطبعة الثانية للكتاب إن شاء الله.
وقد
اقتصرت في هذا الكتاب على المعلومات الأساسية والمهمة، وأغفلت جوانب أخرى، مثل
القصص المشهورة عن أجدادنا وأعمامنا، أو المعلومات التفصيلية عن الأحياء ، وفي
النية إفرادها لاحقاً في إصدارات مستقلة إن شاء الله.
وفي
الفصل الخاص بذرية الجد عبدالرحمن ، أو ذرية العم عبدالكريم بن محمد ( أهل جلاجل )
اقتصرت على ذكر أبنائهم إلى طبقة أحفادهم، ولم أذكر الطبقة التي بعدهم، وهم غالباً
ممن هم على قيد الحياة، لأن الأمر سيطول جداً، ولأن هناك مشروعاً آخر بدأت فيه
يستوعب جميع أفراد العائلة، لعل الله أن ييسر أمره ويرى النور قريباً. وذلك متوقف
على مدى تعاون أفراد العائلة بتزويدي بالمعلومات المطلوبة عنهم وعن أبنائهم.
وما
رمزت له بالحرف ( ت ) فمعناه تاريخ الوفاة، مقتصراً على السنة، لأن التاريخ
التفصيلي وفيه اليوم والشهر والسنة، موجود في ملحق خاص في آخر الكتاب.
والأسماء
التي سُبقت بـ : ( أولاً ، ثانياً ... ) تدل على الطبقة الأولى ، وهم أبناء الجد
عبدالرحمن والعم عبدالكريم ، وما بعد الأرقام ( 1 ، 2 ، 3 ... ) يدل على الطبقة
الثانية، وهم أحفادهم ، وما بعد الأحرف ( أ ، ب ، ج ... ) يدل على الطبقة الثالثة
، وهم أحفاد أولادهم ، وذلك ليعرف القارئ مباشرة طبقة الاسم المذكور .
وقد
جعلت الكتاب أربعة فصول، وأربعة ملاحق :
الفصل الأول : نسب العائلة ونشأتها ، والعوائل
القريبة منها .
الفصل الثاني : الجد عبدالرحمن بن محمد وذريته.
الفصل الثالث : العم عبدالكريم بن محمد وذريته .
الفصل الرابع : تاريخ وفيات العائلة .
الملاحق،
وفيه:
الملحق الأول : نماذج من المتميزين في العلم
والتخصص من العائلة، وفيه ذكر حملة الدكتوراه والماجستير والأطباء .
الملحق الثاني : أسماء جميع أفراد العائلة الأحياء
.
الملحق الثالث: السيرة الذاتية لمعالي د. عبدالله
بن عبدالمحسن التركي
الملحق الرابع : صور لبعض وثائق العائلة .
ثم ختمته بفهارس للعوائل التي لها صلة نسب أو مصاهرة مع العائلة
و
في الختام لا يسعني إلا أن أشكر كل من أفادني بمعلومة أو فائدة، وهم كثيرون، من
العائلة وغيرهم، ويصعب حصرهم.
وأخص
بالشكر معالي الشيخ أ.د. عبد الله بن عبد المحسن
التركي، على حرصه وسؤاله عن الكتاب منذ أن عرضت عليه فكرته ، ثم مراجعته
والتقديم له ، أسأل الله أن يجزيه ، وجميع من استفدت منهم خير الجزاء وأوفاه .
وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
محمد بن تركي
بن سليمان التركي
ALTURKI22@GMAIL.COM
ثم ختمته بفهارس للعوائل التي لها صلة نسب أو مصاهرة مع العائلة
تقديم
معالي الشيخ أ.د
عبد الله بن عبد المحسن التركي
الحمد
لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن
من محاسن خصال العرب التي اشتهروا بها، اعتناءهم بأنسابهم وإحصاءهم لما تناسل منها
من الشعوب والقبائل، والعمائر والبطون والأفخاذ.
ولما
أشرق الإسلام بنوره على الجزيرة، أقر هذه المزية فيهم؛ مراعاة لمقاصدها الشريفة
السامية، من صلة الأرحام، والتعاون على البر، وتوارث الخلال الحميدة من الكرم
والنجدة، وإغاثة اللهفان، ونصرة الضعيف وإجارته ممن يطلبه بظلم أو عدوان، والإعانة على نوائب الحق، ونحو ذلك.
وحث
النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالنسب لمثل هذه الأغراض الشريفة، فقال:
"تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم مَحبة في أهله،
مَثْراة في ماله، مَنسأة في أثره". أخرجه أحمد عن أبي هريرة بسند حسن.
وفي
الجاهلية دخل في الاعتناء بالأنساب، بعض ما لا يحمد ولا يجدي خيراً، مثل المباهاة
بالمال وكثرة الرجال، والمفاخرة بصنائع الآباء والأجداد، والتغني بالعصبية
العمياء، واستثارتها للبغي والعدوان.
فلما
جاء الإسلام أنكر هذه السلبيات التي ألصقت بالاهتمام بالأنساب وتوعد عليها:
((أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ. كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)) [التكاثر: 1 - 4].
وبين
أن أحداً لا يفضل أحداً إلا بالتقوى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [الحجرات: 13].
وذكر
الحافظ أبو محمد علي بن حزم الأندلسي، في صدر كتابه "جمهرة أنساب العرب"
أن علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف.
قال:
وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلمُه لا يسع أحداً جهلُه، وجعل تعالى جزءاً يسيراً
منه فضلاً تعلمُه، يكون من جهله ناقصَ الدرجة في الفضل، وكل علم هذه صفتُه فهو علم
فاضل، لا يُنكر حقه إلا جاهل أو معاند.
وهذا
كتاب في هذا المضمار، أعده الدكتور محمد بن تركي التركي، وَجَهِد أن يتقصى فيه من
ينتسب إلى عائلة آل تركي، وما يتصل بها من قرابات يجتمع نسبهم في الجد الأعلى تركي
بن إبراهيم الدوسري.
والكتاب
خلاصة لمادة علمية من الوثائق والمسموعات المدونة والمحفوظة في الذاكرة، لبث
المؤلف في جمعها وتنقيحها فترة ليست بالقصيرة، حتى صارت من الكثرة بحيث برزت
الحاجة إلى إنجاز المقصود من جمعها، بإخراج زبدتها في كتاب يعم نفعه بانتشاره بين
أبناء الأسرة في نطاقها الواسع، ويكون مذكرة لهم في صلة ما بينهم من الرحم،
وبَلِّها بِبَلَالِها، واستدعاء الاهتمام بسير أسلافها، واستجلاء ما كانوا عليه من
الاستقامة في الدين وصلاح الأحوال، وأن أهم العوامل المعينة على ذلك الصلاح، هو
تواصلهم بالبر والتناصح وتفقد الحاجات، والتواسي في النوائب والملمات.
وحري
بالإنسان أن يغتنم كل وشيجة تصله بغيره من الناس، فيعطيها من الاهتمام والعناية،
ما يعود عليه بالخير في دينه ودنياه، سواء أكانت وشيجة قرابة تصله بذوي رحمه، أم
وشيجة دين تصله بعامة المؤمنين، أم وشيجة وطن تصله بأبناء وطنه.
وهذه
الوشائج كلها متوفرة، يشد بعضها أزر بعض، في هذا المجتمع الكبير الذي ننتمي إليه،
وننعم بالعيش في دولته المباركة.
فأخوك
في النسب ردء لك عند الحاجة وقوة على هموم حياتك، وأخوك في الدين ولي لك في عبادة
الله وطاعته، واتباع الحق ونصرته، وأخوك المواطن شريك لك في الانتماء إلى هذا
الوطن، وما يشتمل عليه من ثروات طبيعية وثقافية وتراثية، ومؤسسات مختلفة، ترفرف
فوقها راية واحدة، تعبر عن وحدة القيادة ووحدة النظم ووحدة العلاقات الاجتماعية.
وفي
هذا الوطن العزيز الغالي الذي يجمعنا، المملكة العربية السعودية، من المزايا التي
أنعم الله بها علينا، ما يقتضي مزيداً من الشكر، والاعتزاز بالانتماء إليه، والحرص
على دوام وحدته واستقراره.
فهو
وطن الإسلام الأول، ومنه انطلقت رسالته العالمية الخالدة إلى أقطار العالم، وهو
حمى الحرمين الشريفين. جمع الله شمل أبنائه تحت راية التوحيد والعمل بكتاب الله
وسنة رسوله، على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، الذي لم يأل
جهداً في العمل على أمن الوطن واستقراره، وتقوية الأواصر بين أبنائه، ليوطد بعد
ذلك دعائم التنمية الشاملة فيه، في ظل العمل بشرع الله الحنيف.
وسار
أبناؤه البررة من بعده على هذا النهج، إلى هذا العهد المبارك، عهد خادم الحرمين
الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان
بن عبد العزيز آل سعود- حفظهما الله ووفقهما لكل خير يخدم الإسلام والمسلمين- فقد
واصلوا هذه المسيرة الحضارية الراشدة الرائدة، التي حققت المملكة فيها إنجازات
عظيمة، سواء على مستوى التنمية الوطنية، أو على مستوى خدمة القضايا العربية، أو
على مستوى الأداء العالمي والجهود الإنسانية.
فبالنظر
إلى هذه المزايا التي أكرم الله بها مملكتنا العزيزة، يكون الاعتزاز بالانتماء
الوطني، والولاء لولاة الأمر، ترسيخاً وتكميلاً للولاء لله ورسوله، وللأسس التي
قامت عليها المملكة، من رفع لواء الكتاب والسنة وإحياء منهاج السلف الصالح.
ومن
هذا المنطلق يجدر بالمرء أن يجعل اهتمامه بأسرته ونسبه، مندمجاً في سياق اهتمامه
بدينه الذي هو عصمة أمره، ووطنه الذي فيه نشأته وتعلمه ومعاشه، وأمته التي إليها
انتماؤه الديني والحضاري.
بل
يجدر بالمؤمن أن يسمو في شأنه، إلى توطين نفسه على حب الخير للورى طراً، والتعاون
بقدر ما يستطيع ويتاح له من فرص
وإمكانيات، مع كل من يشاطره الاهتمام في شأن مشترك يجلب الخير للناس ويدفع عنهم
الشر، من أبناء وطنه وغيرهم.
هذا،
وفي عود على بدء، أشير إلى أن الدكتور محمداً أكرمه الله ونعمه، بذل جهداً كبيراً
لا يستطيعه إلا من أوتي صبراً وجلداً من الأفذاذ، في القيام بهذا العمل الملخص في
هذا السفر اللطيف، فصبر على جمع مادته المتناثرة بين وثائق محفوظة هنا وهناك بأيدي
فروع العائلة وغيرهم، وبين الأخبار التي أدلى بها الكبار عما شاهدوه وتسامعوه.
وقد
سهّل عليه هذه المهمة الجليلة، شغفه بها وبتتبع أخبار العائلة والاهتمام بمجلتها
وبسائر شؤونها عامة، فجزاه الله عن كل فرد منها بأحسن الجزاء.
على
أن هذا العمل المبارك يبقى بحاجة إلى تنقيح مستمر، بما يضاف إليه ويصوب فيما يمكن
أن يكون وقع فيه من معلومات أخطأتها الدقة، حتى يكتمل ويخرج بالصورة اللائقة التي
تقر عين مؤلفه ومحبيه وسائر المهتمين بالأسرة.
وإنما
يتحقق ذلك بتعاون من الجميع مع المؤلف، والمبادرة إلى الإفادة بأي معلومة تخدم هذا
المسعى النبيل، والتشجيع عليه ولو بالكلمة الطيبة والدعوة الصالحة.
ويجدر
أن أشير إلى أن الاهتمام بتاريخ الأسر، والتعرض لذكر الظروف التي مر بها الآباء
والأجداد، من الاضطرار إلى التنقل بين المدن، وضرب أكباد الإبل في الأغوار
والأنجاد، لأسباب مختلفة من طلب الرزق وغيره، أمر يستوجب المزيد من شكر الله على
ما أولى من النعم، إذ غير الأحوال إلى أمن واستقرار ورخاء، بما فتح على المملكة من
الخير ورغد العيش، الأمر الذي جعل أولئك الذين نقَّبوا في البلاد طلباً للأرزاق،
يبادرون بالعودة إلى ديارهم ويستقرون بين أسرهم.
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
هناك تعليق واحد:
نتمنى توفيره على الشبكة
إرسال تعليق