الأحد، فبراير 6

أصولي العصر: ترجمة لمعالي الشيخ د. يعقوب الباحسين، رحمه الله

 ترجمة مختصرة

الصورة

 

لمعالي الشيخ الدكتور

يعقوب بن عبدالوهاب أباحسين

شيخ الأصوليين وعضو هيئة كبار العلماء

وأستاذ الدراسات العليا وصاحب التصانيف المعروفة

 

(1347هـ -1443هـ)

رحمه الله وغفر له وللمسلمين

 اسمه ونسبه:

·   هو الشيخ د. يعقوب بن عبدالوهاب بن يوسف بن عبدالمحسن أباحسين الوهيبي التميمي 

 

مولده ونشأته.

·   ولد عام ١٣٤٧هـ-١٩٢٨م في مدينة الزبير، حيث هاجر أجداده من أشيقر من بلدان الوشم بنجد، وأخواله من أسرة أبابطين.

·   تربى الشيخ في أسرة ميسورة الحال، فوالده وجده من (المُلَّاك) النجديين في بساتين البصرة، ومن تجار التمور والأطعمة.

·   نشأ نشأة دينية محباً للقراءة والمطالعة، وكان عارفاً بالتيارات والأفكار الوافدة، وأسهم في مقاومة المد الشيوعي وتوعية المجتمع بخطورته وهو شاب في السابعة عشرة، وقد لحقه بعض الأذى من جراء ذلك. وكان ينظم الشعر ويلقيه في المناسبات العامة مع صغر سنه.

·   اُنتخب الشيخ -وهو دون العشرين- عضواً في مجلس إدارة جمعية الآداب الإسلامية بالبصرة التي كان يترأسها الشيخ السلفي المتفنن محمد الحمد العسّافي.

 
 
دراسته وتكوينه العلمي:

·   تلقى الشيخ تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مدينة البصرة، وكان متتبعا وشغوفاً بالمجلات الشهيرة مثل: الرسالة والثقافة والأديب وغيرها.

·   درس في كلية الشريعة في الأزهر، وحصل على البكاليورس في أواخر العهد الملكي في مصر، وتتلمذ واستفاد من كثير من الأعلام الكبار، منهم على سبيل المثال: محمد الخضر حسين، ومحمود شلتوت، وعبدالوهاب خلّاف، ومنير الدمشقي، وعيسى منون، وعبدالوهاب عزام، ومحب الدين الخطيب، ومحيي الدين عبدالحميد، ومحمد أبو زهرة، وعلي السايس، وعلي الخفيف، وعبدالله كنون، وعبدالعال عطوة، وناصر الدين الأسد.

·   حصل الشيخ بعد ذلك على ثلاثة دبلومات: الأول في أصول الفقه، والثاني في تاريخ الفقه من الأزهر، وهما يعادلان درجة الماجستير، والثالث في الدراسات الأدبية واللغوية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

·   واصل دراساتِه العليا في كلية الشريعة بالأزهر حيث أحرز الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى في علم أصول الفقه عام ١٣٩١هـ، ويُعد بذلك: أول نجدي يحصل على الدكتوراه من الأزهر.

·   مر على الشيخ خلال مسيرته الدراسية والوظيفية أساتذة وزملاء من أديان وثقافات وأعراق شتى،كما درس على بعض النساء العالِمات، وشارك هذا التنوع في تكوين شخصية الشيخ الموسوعية ذات الأبعاد المعرفية الواسعة.

·   كان الشيخ مُولعاً بالمحاضرات العامة والندوات الفكرية والمناظرات، ومتابعاً للحياة العامة في مصر، ويستغل الإجازة الأسبوعية وبعض إجازات الصيف في شهود المواسم الثقافية، وحضر للعديد من الشخصيات البارزة آنذاك مثل: مصطفى باشا النحاس رئيس الوزراء، وأحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة، وفكري أباظة شيخ الصحافيين، والأديبة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، وشهد اجتماعات مجمع اللغة العربية، وندوات دار الحكمة، ومحاضرات معهد الدراسات العليا الإسلامية، إضافة إلى زياراته الشخصية الأسبوعية لبيوت ومكتبات العلماء والمفكرين.

·   اعتنى الشيخ باللغة والشعر والأدب، وكان كثيراً ما يستشهد بأشعار العرب في محاضراته ويوصي طلبته بتعظيم العربية والتبحر في علومها.

·      تعلم الشيخ اللغة الإنجليزية في صباه، وبقي مُلِماً بها حتى وفاته.

·   أسس الشيخ مكتبة خاصة نفيسة ومليئة بنوادر الطبعات القديمة، لكنه لم يجلب إلى الرياض إلا القليل منها؛ بسبب تعرض مكتبته للقصف أثناء الحرب العراقية الإيرانية، إضافة إلى تعقيد إجراءات شحن الكتب.

 
 
أعماله ووظائفه:

·      أفنى الشيخ أكثر من (70) عاماً في مجال التدريس، منها:

·   ثلاثون عاماً في البصرة، معلماً فأستاذاً في كليات الحقوق والاقتصاد والآداب، ورئيسا لقسم اللغة العربية، ومديراً لمعهد المعلمين، وبسبب قدراته العلمية الفذة فقد كُلّف بتدريس مقررات كثيرة مثل: النحو والصرف، والأدب العربي، والبلاغة، والمنطق، وعلم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي، وطرق التدريس، ومناهج البحث، إلى جانب تخصصه في العلوم الشرعية.

·   عمل الشيخ أكثر من أربعين عاماً في جامعة الإمام بالرياض، أستاذا قديراً للدراسات العليا في كلية الشريعة، والمعهد العالي للقضاء، وناقش وأشرف على العشرات من طلبة الماجستير والدكتوراه، ومنها رسائل الدكاترة: سعد الشثري، وعبدالرحمن الشعلان، وعبدالرحمن الجبرين، وعبدالمحسن الريّس، وأحمد الضويحي، والطيب السنوسي أحمد، وجميل الخلف، وأحمد الرشيد، ومساعد الحقيل، وعبدالعزيز السلطان، وغيرهم.

·      درّس الشيخ أيضاً طلاب قسم الأنظمة بمعهد الإدارة العامة.

·      ألقى المحاضرات على طالبات الدراسات العليا في كليتي التربية والآداب بالرياض.

·   صدر الأمر الملكي بتعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء عام ١٤٣٠هـ، واستمر فيها إلى وفاته.

 
 
 مؤلفات وبحوثه:
 

برع الشيخ في مجال البحث والتأليف، وأثرى المكتبة الأصولية بعدد كبير من الكتب الرصينة التي تتصف بالتأصيل والتجديد والعمق، وقد اعتُمد بعضها مقررات على طلبة الدراسات العليا في الفقه وأصوله، وبلغت مؤلفاته أكثر من عشرين كتابا، ومنها:

·      مدخل إلى أصول الفقه.

·      رفع الحرج في الشريعة الإسلامية: دراسة أصولية تأصيلية (رسالة دكتوراه).

·      أصول الفقه: الحد والموضوع والغاية.

·      التخريج عند الفقهاء والأصوليين: دراسة نظرية، تطبيقية، تأصيلية.

·      قاعدة اليقين لا يزول بالشك: دراسة نظرية، تأصيلية، تطبيقية.

·   القواعد الفقهية: (المبادئ، المقومات، المصادر، الدليلية، التطور): دراسة نظرية، تحليلية، تأصيلية، تاريخية.

·      المعايير الجلية في التمييز بين الأحكام والقواعد والضوابط الفقهية.

·      أصول الفقه: النشأة والتطور.

·   الفروق الفقهية والأصولية: مقوماتها، شروطها، نشأتها، تطورها. دراسة نظرية وصفية تاريخية.

·      قاعدة الأمور بمقاصدها: دراسة نظرية، تأصيلية.

·      طرق الاستدلال ومقدماتها عند المناطقة والأصوليين.

·      قاعدة العادة مُحَكّمة: دراسة نظرية، تأصيلية، تطبيقية.

·      أصول الفقه بين الثبات والتجديد.

·      المفصّل في القواعد الفقهية.

·      الحكم الشرعي:حقيقته، أركانه، شروطه، أقسامه.

·      الإجماع: حقيقته، أركانه، شروطه، إمكانه، حجيته، بعض أحكامه.

·      قاعدة المشقة تجلب التيسير: دراسة نظرية، تأصيلية، تطبيقية.

·      الاستحسان: حقيقته، أنواعه، حجيته، تطبيقاته المعاصرة.

·      دلالات الألفاظ في مباحث الأصوليين.

·      إرشاد القاصد إلى معرفة المقاصد.

·      نظرية القسامة في الفقه الإسلامي.

·      أصول الفقه: تدوينه وتطوّره.

·      التفسير العلمي وآراء العلماء فيه.

 
 
 تكريمه:

·   مُنح الشيخ جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الدراسات الإسلامية في عام ١٤٢٤هـ؛ تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في علم القواعد الفقهية.

·      فيديو كلمة الشيخ في حفل الجائزة انقر هنا للاطلاع.

 
 
  
بعض ما قيل عنه:

·   قال عنه تلميذه معالي د. سعد الشثري المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء:" أصولي العصر وعلامة الزمان الشيخ الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب أباحسين، ففي العلم هو دائرة معارف، وفي المعاملة رفيع الخلق طيب الكلام، فنهلتُ من علومه واستفدت من خُلقه، كم من مشكلة اعترضتني فحلها، وكم من معضلة واجهتني فهوّنها، فلله دره من عالم، فأسأل الله أن يجمع له بين خيري الدنيا والآخرة".

·   وقال عنه أ.د. عبدالرحمن الشعلان رئيس قسم أصول الفقه سابقا: "إن كريم فعاله معي وحسن تعامله، وما أفدته منه من فوائد جمة علمية وأدبية، يفوق الوصف، ولا تكافئه كلمات الشكر، ولكنها هي ما أملك، فله منه جزيل الشكر وعاطر الثناء، وأسأل الله الجواد الكريم أن يجزيه عني خير الجزاء، ويرفع درجته في الجنة".

 
 
 أسرته:

·   تزوج الشيخ في السبعينات الهجرية من كريمة الوجيه محمد السليمان العقيل، أحد كبار الأعيان والتجار في مدينة الزبير، ولديه من الأولاد: يوسف، وأربع بنات، وعدد من الأحفاد.

 
 
 
وفاته:

·   توفي الشيخ يوم الأحد الخامس من رجب لعام ١٤٤٣هـ عن ستة وتسعين عاما، بعد ثلاثة أسابيع من وفاة زوجته الفاضلة (أم يوسف).

 
 
 وللمزيد عن حياة الشيخ:

·   فقد أجرى دعبدالرحمن قائد لقاءات ثرية وماتعة مع الشيخ قبل عدة أعوام، انقر هنا للاطلاع عليها.

 

 

 

رحم الله الشيخ يعقوب أباحسين رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء وأوفاه.

(وكتبه محب الشيخ: سليمان بن أحمد التركي)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق